البحث بواسطة TAG المجمع

دلالة المكان في أدب الأطفال المحلّيّ

 د. محمود أبو فنة
1.    تمهيد (ملاحظات تمهيديّة)  26/8/2012

عندما باشرتُ في إعداد هذه الدراسة حول موضوع: " دلالة المكان في أدب الأطفال المحلّيّ" واجهتُ العديد من الصعوبات والقضايا التي أثّرت في تحديد مسار هذه الدراسة ونتائجها.

من أبرز تلك الصعوبات والقضايا ما يلي:

 

-         قلّة الأبحاث والدراسات الجادّة حول أدب الأطفال المحلّيّ بصورة عامّة، وحول موضوع "المكان" ودلالته في هذا الأدب بصورة خاصّة.

 

-         عمليّة تحديد "العيّنة" لهذه الدراسة من بين الأعمال الأدبيّة التي كتبت لجمهور الأطفال في البلاد؛ فالفترة الزمنيّة – نسبيًّا - طويلة، وعدد الكتاب والنصوص كبير، وهناك ألوان أدبيّة متنوّعة في النثر وفي الشعر.

 

-         طبيعة أدب الأطفال المحلّي وخصائصه المتمثّلة بسيطرة التوجّه التعليميّ التربويّ الوعظيّ على معظم هذا الأدب على حساب توفّر المعايير الفنيّة الجماليّة، هذا الأمر انعكس في عدم الالتفات الكافي – من الأدباء -  للمقوّمات الأدبيّة الفنيّة للعمل الأدبيّ وبضمنها لعنصر "المكان" وأهمّيته ودلالته!

 

-         وجود نصوص/أعمال أدبيّة موجّهة للجمهورين: الكبار البالغين والأطفال والفتيان مما استدعى الحذر والتأنّي في استنباط الخصائص والأحكام.

 

-         وأخيرًا: صعوبة التعامل مع عنصر"المكان" ودلالته في العمل الأدبيّ بمعزل عن بقيّة المكوّنات والعناصر الأخرى لهذا العمل. فالمعروف أنّ هناك تلاحمًا وترابطًا بين جميع عناصر/مكوّنات العمل الأدبيّ!

 

2.   مسيرة أدب الأطفال المحلّي:
تأخّر ظهور أدب الأطفال المحلّي مقارنة مع ظهور هذا الأدب في العالم العربيّ لأسباب سياسيّة واجتماعيّة وثقافيّة واقتصاديّة.
صدر الكتاب الأوّل للأطفال في البلاد عام 1954 وكان مسرحيّة "ظلام ونور" لميشيل حدّاد وجمال قعوار، ثمّ صدرت المجموعة الشعريّة "ألحان الطالب" لجورج نجيب خليل عام 1956.
وفي الستينات من القرن الماضي أصدر الأديبان محمود عبّاسي وجمال قعوار 15 كتابًا (أو كتيّبًا!) للأطفال متأثّرين بالمجتمع اليهوديّ في البلاد الذي أولى عناية كبيرة  بالأطفال وبأدبهم، وب"نموذج" الكيلاني في الكتابة للأطفال!
بعد حرب حزيران عام 1967 طرأ هبوط نسبيّ في الكتابة للأطفال، وقد تكون الكتب الصادرة في العالم العربيّ قد سدّت بعض الفراغ في هذا المجال، خاصّة بعد اتباع سياسة الجسور المفتوحة مع الأردن، حيث بدأت المئات، بل الآلاف من كتب الأطفال العربيّة تصل البلاد وبأسعار زهيدة.
ولكن، تدريجيًّا بدأت تظهر دعوات تطالب بضرورة كتابة أدب أطفال محلّيّ يتناول قضايا ومشاكل الواقع المحلّي، ويخاطب الأطفال حول أمور مستمدّة من بيئتهم وظروفهم المتميّزة الخاصّة.
من كتّابنا المحليّين الذين كتبوا للأطفال في هذه المرحلة نذكر سليم خوري ومصطفى مرار  وعبد الله  عيشان  وسامي الطيبيّ وعبد اللطيف ناصر وفاطمة ذياب  الذين بدأوا يكتبون للأطفال إلى جانب كتابتهم للكبار.

في منتصف التسعينيّات (من القرن الماضي) ولعدة عوامل، أخذت الكتب للأطفال تزداد وتتنوّع (سواء الأدب الأصيل أو الأدب المترجم)، كما زاد الوعي بأهميّة أدب الأطفال ودوره في تنشئة الأطفال وبلورة شخصيّاتهم  وإشباع حاجاتهم المختلفة.

كذلك اتّسع الاهتمام بأدب الأطفال المحلّيّ جماهيريّا وأكاديميًّا، وقد ساهم مركز أدب الأطفال العربي  الذي تأسّس في حيفا عام 1995 – والمراكز الأخرى التي أُنشئت لاحقًا -  في هذه "الهبّة " وهذا "الانتعاش".

 

3.   أدب الأطفال هو أولاً وقبل كل شيء أدب وفن:

  أن العمل الأدبي الجيد، سواء كان للكبار البالغين أم للأطفال الصغار، حريص على توفر المعايير الفنية الجمالية فيه. فلكل لون من الألوان الأدبية معاييره ومواصفاته وخصائصه. فللشعر الجيد مقاييسه، وللقصة الفنية عناصرها، وللمسرحية الناجحة مقوماتها، وهلم جرا..

ولكن أدب الأطفال، بالإضافة إلى ذلك، يمتاز بضرورة مراعاة جمهور المتلقين الأطفال من حيث مستواهم العقلي والنفسي واللغوي، وأديب الأطفال الناجح يحاول تحقيق التوازن والاندغام بين العملية الإبداعية الفنية والعملية التربوية النفسية. (أبو فنه، 2001 )

لهذا السبب يشكل أدب الأطفال ظاهرة مركبة ترجع للازدواجية الكامنة فيه فهو - أي أدب الأطفال - حريص على توفر البعد الفني الأدبي من جهة، وعلى البعد التربوي - النفسي من جهة أخرى. وعن هذه الإشكالية تحدث أديب الأطفال السوري عزيز نصار واصفاً تجربته حيث قال: " حاولت إقامة التوازن بين العملية الإبداعية والعملية التربوية ، فهما جناحان ، إذا افتقدنا أحدهما هوى الأدب الطفلي، فلا يغني جناح عن آخر." (نصار 192).

   إذن لا بد من توفر المعايير الفنية الجمالية في أدب الأطفال مهما كانت المضامين والقيم رفيعة وهامّة، فأدب الأطفال في الأساس فن وإبداع. وهذه شهادة أخرى لأديب الأطفال والباحث في أدب الأطفال عبد التواب يوسف حيث يقول: " إن كتب الأطفال يجب أن تتحول إلى نوع من الفن الخالص. ورغم أنني رجل تربية في الأساس، إلا أن إخلاصي للفن يحتم علي أن أقف ضد تحويل كتب الأطفال إلى منابر للوعظ والإرشاد". (يوسف 192 ).

وبكلمات أخرى: أدب الأطفال الجيد لا يقتصر على المضمون من أفكار وقيم، بل هو كذلك يتمثل بالشكل من لغة وأسلوب وخيال وعناصر فنية مختلفة، والمضمون والشكل دائما متلاحمان يصعب الفصل بينهما.

وعلى ضوء ذلك، قد تكون الكتابة للأطفال والفتيان أصعب من الكتابة للكبار البالغين بسبب الإملاءات والقسريات التي تتطلبها المرحلة العمرية للمتلقين الأطفال، فبالإضافة إلى الموهبة الأدبية يحتاج أديب الأطفال إلى الاطلاع الواسع في مجال علم النفس والتربية ليعرف الخصائص النفسية والعاطفية والعقلية واللغوية للأطفال والفتيان.

 

4.   المكان في الأدب (الأعمال الأدبيّة):

 

تطرق العديد من النفاد والباحثين إلى أهميّة المكان في حياة الإنسان وفي تحديد هوّيته  وانتمائه، وقد رأوا أنّ علاقة الإنسان بالمكان علاقة جدليّة تبادليّة، فالإنسان يؤثّر في المكان ويتأثّر منه، والعكس كذلك، بل غالوا في

ذلك حتى قالوا: لا وجود للإنسان إلا من خلال المكان، ولا "قيمة" للمكان  الخالي من الإنسان:

" المكان مسكونٌ بالإنسان، والإنسان حاضرٌ في المكان. فلا يتحقّق وجود الإنسان إلاّ من خلال المكان، كما أن أيّ مكان خالٍ من الإنسان يظل بالضرورة شكلًا هندسيًا، أو تجريدًا موضوعيًا مجردًا من التاريخ والقيم والمعاني." ( كوثرجابر – التشكيل المكانيّ في الرواية الفلسطينيّة. ص12)

 

 

وفي التراث الأدبيّ العربيّ - منذ الجاهليّة وحتى يومنا - نجد نصوصًا كثيرة تتحدّث عن المكان ودوره، وعن التمسك به والحنين إليه، والتغنّي بجماله.

ولا زلنا نردّد ما قاله أبو تمام بهذا السياق:

كم منزلٍ في الأرضِ يألفُه الفتى  -  وحنينُه أبدًا لأوّل منزلِ!

كما لا زال يبهرُنا قول أمير الشعراء أحمد شوقي عن حبّ الوطن:

وطني لو شُغلتُ بالخلدِ عنه  -  نازعتني إليه في الخُلدِ نفسي

 

 وفي الأدب الفلسطينيّ للكبار البالغين – شعرًا ونثرًا – يبرز حضور المكان، ويحتّل مساحات واسعة من هذا الأدب لأنّه شكّل – وما يزال – محور الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ بين الشعبين، وقد تعددت صور التعبير عن العلاقة الحميمة المتينة التي عكست ارتباط الأدباء الفلسطينيين بالمكان/الوطن وتشبثهم بترابه.

 

أمّا في أدب الأطفال الفلسطينيّ – وخاصّة المحلّيّ -  فلا نجد مثل هذا الحضور البارز الموجود في أدب الكبار، وهناك أسباب وعوامل سياسيّة واجتماعيّة وثقافيّة  لهذه الظاهرة.

 ومع ذلك لا يخلو أدب الأطفال المحلّي من التعامل مع المكان، ففي هذه الدراسة، وبعد استقراء نصوص العيّنة وجدنا التفاتًا للمكان بأنواعه المتعددة (المكان المغلق، المفتوح، الرحب واللا متناهي..) ، كما لمسنا تعدّد وظائف المكان في النصوص المدروسة (وظيفة معرفيّة، وظيفة وطنيّة وقوميّة ووظيفة اجتماعيّة وإنسانيّة..) وهذا ما سيتضح في الصفحات التالية! 

 

 

5.    "عيّنة" الدراسة وتحليلها للتعرّف على المكان ودلالاته:

اقتصرت العيّنة على أدب الأطفال المحلّي الأصيل الذي كتبه أدباء محلّيون واستثنيَ الأدب المترجم.

كذلك، حاولنا "تمثيل" أدب الأطفال المحلّي في مراحله المختلفة، وكان التركيز على لونين بارزين هما: القصّة والشعر.

في مجال القصّة تمّ فحص حوالي ثلاثين كِتابًا، وفي مجال الشعر تمّ فحص أكثر من عشرة دواوين شعريّة.

 وقد راعينا تمثيل الجنسين بحيث تتوزّع نصوص العيّنة  -  في القصّة والشعر  - على الأدباء والأديبات!

وفيما يلي قائمة بأسماء كتب العيّنة:

 

أ‌.       النصوص النثريّة

 

مصطفى مرار:

-         المشروع

-         ابن المعلّمة نعيمة

سليم خوري:

-         قلوب بيضاء.

-         أجنحة العوطف

عبد اللطيف ناصر:

-         القاق والبلبل والدوريّ

-         ملكة جمال الزهور

-         صوص فادي

د. أحمد  هيبي:

 -  البائع الخجول.

 -  العيد الذي لم أشترك فيه.

علياء أبو شميس:

-         لميس والكيس

-         سنّ الغزال

عبيدة بلحة:

-         وكبر سامر.

-         فدوى واللون الأحمر

-         فرح ومرح والكرة الذهبيّة

محمّد علي طه:

-         وجبة فطور.

-         العصفورة العجيبة.

-         ماذا قالت الطيور.

 

فاطمة ذياب:

-         كعكة العيد.

-         جدّتي وأيّام زمان.

-         نجوم الظهر.

-         الفصول الأربعة.

-         الحذاء

سعاد دانيال بولس:

-         حسام الذكيّ.

آمال كريّني:

-         عيد ميلاد حبيب.

عايدة خطيب:

-         عيد ميلاد شادي.

نادر أبو تامر:

-         رامي لا يشبه أحدًا.

-         سوار تبحث عن سنّها.

-         القرية التي نسيت اسمها.

-         ساعدني يا أبي.

القاهرة صبّاغ عبد الحيّ:

-         الولد والبحر.

 

ب‌.النصوص الشعريّة

 

فاضل جمال عليّ:

-        خدّي كالورد.

-        لي الدنيا.

-        على طبيعتي أنا.

-        إنسان.

فاروق مواسي:

-        أغاريد وأناشيد.

حنّا أبو حنّا:

-        أغاني غصن الزيتون.

-        دنيا الأنغام.

 

 جمال قعوار:

-        ألحان الصغار.

شكيب جهشان:

-        طيارة حراميّة.

سليمان جبران:

-        صغار لكن...

محمود مرعي:

-        الصداقة.

عايدة خطيب:

-         أشعار للأطفال

 

6.   أنواع المكان في النصوص

 

أ‌.       النصوص النثريّة

 

بعد استقراء النصوص وتحليلها للتعرّف على المكان توصّلنا إلى أنّ المكان

يتنوّع في النصوص المدروسة ليشمل:

البيت (أو الدار، المنزل، الكوخ، العريشة، الخيمة ..) – غرف/ة البيت، المطبخ، الحمّام، حوض الأسماك، قفص العصافير،  الشُرفة، الساحة /الفناء، الحديقة، الحاكورة، البئر، المخزن، الإسطبل... 

 

المدرسة (الكتّاب، الجامعة،بيت المعلّم ..) – غرف/ ة المدرسة، الصف/الصفوف، البستان، غرفة المدير، غرفة الممرضة، غرفة المعلّمين، الساحة، الحديقة

 

القريّة (البلد، مضارب/ مخيّمات عشائر البدو في النقب..) -  البيوت، المضافة/المضافات، الدكّان، الأزقة، ساحة القرية، الساحة العموميّة، وكالة بريد، الجامع، الكنيسة، النوادي، السوق، الطرقات، الحقل، البيادر، المزرعة، الكَرم، البيّارة، المرعى، البِركة، القلعة، المحجر، الأرض، السهل، الجبل، جبل الجرمق، السلاسل، السياج، الحاكورة،  الوادي...

 

المدينة - العمارة/العمارات، البنك، وكالة البريد، العيادة، الصيدليّة، المطعم، المستشفى، المحطّة، موقف الباصات، الملعب، المجمّع التجاريّ، المدارس، قسم الشرطة، السجون،  الحيّ، باحة المدينة، الشوارع

 

الأماكن غير المحدّدة (اللا متناهية)-  الفضاء/الجوّ، السماء، الصحراء، الأرض الواسعة، البلاد قاطبةً، البلاد، بلد المحبّة، إحدى القرى، البحر، الشاطئ، الساحل، الجبال، الغابات/الأحراش...

 

ذكرُ الأماكن بأسمائها – النقب (مخيمات/ مضارب البدو)، جبل الجرمق، مدينة حيفا (وفيها: شارع هعتسمئوت، شارع هرتسليا، سينما آرمون، الكرمليت – القطار الأرضيّ، الهدار، حديقة الأم، ساحة سوليل بونيه)، يركا، بحر يافا، مخيّم صبرا، دير ياسين، كفرقاسم، قُبيّة، عمّان، تل الزعتر، فلسطين، صور، صيدا، عين الحلوة،  بيروت الغربية، حيّ الفكهانيّ، صبرا..

 

ب‌.النصوص الشعريّة

بعد استقراء أكثر من عشرة دواوين شعريّة لأدباء محليّين لاحظنا عدم الإكثار من ذكر الأماكن، وإن ذكرت الأماكن فيها فهي  من الأماكن المفتوحة غير المحدّدة نحو: الدنيا، بلادي، أرضي، قريتي، حارتنا، غرفتي، الجداول..

ومع ذلك وردت أماكن بأسمائها ونسبتها قليلة متدنيّة جدّا:

الجليل، النقب .

القدس/أورشليم - وفيها: قمة الزيتون، الأقصى، البراق، المبكى، كنيسة القيامة، درب الآلام.

حيفا- وفيها: حديقة الأمّ.

الناصرة

 

 

7.   تحليل النتائج والإجمال

 

بالرجوع إلى نتائج استقراء النصوص نجد أنّ السمة الغالبة للأماكن الواردة فيها كون معظمها أماكن مستمدّة من البيئة القريبة (البيت، المدرسة، القرية، المدينة..) دون تحديد لأسماء القرى أو المدن أو الشوارع، أو ذكر أماكن مفتوحة غير محدّدة بتاتا، وهذان النوعان  من الأمكنة يشكّلان النسبة المئويّة العالية والرئيسيّة من جملة أنواع المكان الواردة في النصوص المدروسة، وهذا قد يُفسّر بانعدام الوعي الكافي لدى الأدباء بأهميّة تحديد تلك الأماكن وتقريبها من عالم الأطفال ليتعرّفوا عليها، ويعزّزوا انتماءهم لها!

وقد يقول قائل: إنّ عدم تحديد الأماكن وإعطائها أسماء محدّدة قد يسهم في خلق انتماء لدوائر أشمل وأرحب، لأنّ من طبيعة أدب الأطفال التركيز على القيم الإنسانيّة ذات الطابع الشموليّ العام!

ومع ذلك، وجدنا بعض الأدباء والشعراء قد أسهبوا  وفصّلوا في ذكر الأماكن بأسمائها (عبد اللطيف ناصر – في قصّة "صرخة" في  كتابه: "القاق والبلبل والدوري"، وفاروق مواسي في  قصائده عن القدس وحيفا والناصرة  في ديوانه: "أغاني وأناشيد")، ويبدو أنّ غايتهم من ذلك تعريف أطفالنا القرّاء بتلك الأماكن وما تحمله من دلالات وقيم قوميّة ودينيّة وإنسانيّة.

بالمقابل هناك ظاهرة لافتة للنظر في استقراء النصوص المدروسة وهو خلوّ العديد منها من ذكر أماكن، سواء كانت أماكن معروفة ومحدّدة، أو أماكن مفتوحة وغير محدّدة على الإطلاق مثل الكتب التالية: "العيد الذي لم أشترك فيه" – لأحمد هيبي،  " وجبة فطور" و "العصفورة العجيبة"  - لمحمّد علي طه، "جدّي وأيّام زمان" لفاطمة ذياب، وديوان: "على طبيعتي أنا" – لفاضل جمال علي، وديوان: "الصداقة" - لمحمود مرعي.

وكلمة أخيرة:  إنّ جودة العمل الأدبيّ للأطفال – وللكبار أيضًا –  لا تتحقّق من ذكر الأماكن بأنواعها، أو بعدم ذكرها، فهناك المعايير والمقوّمات الفنيّة الجماليّة التي يجب أن تتوفّر في العمل الأدبيّ تبعًا للجانر الأدبيّ لذلك العمل، ومع الأسف التركيز، في هذه الدراسة، على مركّب/عنصر المكان  -مع أهميّته -  قد يكون على حساب تقييم نجاح العمل الأدبيّ كنصّ متكامل وقبوله لدى أحبائنا الصغار!

 

 

8.   توصيات واقتراحات

 

إنّ هذه الدراسة لا تدّعي أنّها "غطّت" بصورة كافية موضوع المكان ودلالته في أدبنا المحلّي للأطفال، فالعينة مهما حاولت تمثيل هذا الأدب تظلّ قاصرة عن إعطاء صورة دقيقة وشاملة عن هذا الموضوع، لذلك أرى أنّ هناك حاجة إلى:

-         إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث للوقوف على أبعاد التعامل مع المكان ووظائفه ودلالاته للتعرّف هل حدث تغيير أو اختلاف في التعامل مع المكان في أدبنا المحلّي للأطفال.

-         إجراء أبحاث على أدب الأطفال الفلسطينيّ في المناطق وفي المنفى والشتات للتعرّف على ذكر المكان ودلالاته، وهل هناك تشابه أو اختلاف مقارنةّ مع أدبنا المحلّي للأطفال؟

-         إجراء أبحاث ودراسات على أدب الأطفال المترجم للعربيّة في البلاد حول موضوع المكان ودلالاته ومقارنة ذلك مع أدبنا المحلّي الأصيل غير المترجم.

-         وأخيرًا، إجراء دراسات وأبحاث على أدب الأطفال العبري في البلاد حول الموضوع ومقارنة ذلك مع أدبنا المحلّي للأطفال للوقوف على المتشابه وعلى المختلف!

 

9.    المراجع

-         أبوفنه، محمود. (2000) اتجاهات جديدة في أدب الأطفال المحلّيّ في كتاب: "مرايا في النقد". إعداد وتقديم محمود غنايم مركز دراسات الأدب العربيّ - بيت بيرل، دار الهدى- كفر قرع 2000.

-         أبوفنه، محمود. (2001). القصّة الواقعيّة للأطفال في أدب سليم خوري. إصدار الكليّة الأكاديميّة العربيّة للتربيّة- مركز أدب الأطفال. (حيفا)

-         جابر، كوثر . (2000) التشكيل المكانيّ في الرواية الفلسطينيّة. رسالة ماجستير لجامعة حيفا.

-         طه، إبراهيم. 1990. البعد الآخر – قراءات في الأدب الفلسطينيّ المحلّي (الناصرة)

-         عزّام، فؤاد. (2012). شعريّة النصّ السرديّ – دراسة في أشكال الحبكة في روايات حيدر حيدر.مجمع اللغة العربيّة. (حيفا)

-         القاسم، عالية كمال. (د. ت) – خصوصيّة المكان في القصّة العربيّة القصيرة في إسرائيل.  دار الهدى للطباعة والنشر كريم، د.ت (كفر قرع)

-         نصّار، عزيز (1988). تجربة وأفكار أخرى. الموقف الأدبي، العدد 208-210، ص 21-28. دمشق.

-         يوسف، عبد التوّاب. ( 1992 ( - مقابلة مع عبد التواب يوسف أجراها محمد قنديل  مجلة: العربيّ، أكتوبر.

علامات الصفحة:  لا يوجد
 
اتصلوا بنا





   
انطلاقا من الوعي بأهمية اللغة العربية كلغة ذات تراث عريق، وكلغة قومية لقطاع واسع من سكان هذه البلاد
شارع الخوري 2، حيفا +972-4-8622070 majma@arabicac.com