مقدّمة:
صدرت نتائج الامتحان الدولي (بيرلز، PIRLS) المعدّ لفحص قدرات القراءة وفهم المقروء لدى تلاميذ الصفوف الرابعة (ראמ"ה، 2023). والنتائج لها مؤشّرات تدعو إلى المساءلة والتبصّر بشأن كل ما يتعلّق بالتحصيل المتدنّي لأبناء المجتمع العربي. وهو ما يستدعي أن نأخذ جميعنا، كلّ بحسب موقعه، المسؤولية لإحداث تغيير إيجابي منشود.
في هذه الورقة، يسعى مجمع اللغة العربية لتقديم قراءة في النتائج، والإعلان عن الخطوات التي ينوي اتّخاذها بصفته المؤسسة العليا الراعية لشؤون اللغة العربية في البلاد.
- ما هو امتحان بيرلز (PIRLS)؟ (Progress in International Reading Literacy Study)
امتحان بيرلز هو امتحان دُوَلي مهم بدأ منذ العام 2001 لفحص قدرات التنوّر القرائي في لغة الأم لدى تلاميذ الصفوف الرابعة. تُشرف على الامتحان المنظمة الدولية لقياس الإنجازات أو التحصيل في جهاز التربية (IEA). وتشارك في الامتحان أكثر من 40 دولة من مختلف أنحاء العالم. يتم تمرير الامتحان كل 5 سنوات لتلاميذ الصف الرابع. وهو بهذه الفترة الدورية يتيح الإمكانية لقراءة خط التغيير في كل دولة ودولة. يشتمل الامتحان على نصوص أدبية ونصوص معلوماتية. أما الأسئلة حول النصوص فتعالج أبعاد الفهم المختلفة في فهم المقروء، مثل الاستنتاج المباشر، تفسير دمج وتطبيق أفكار، تقييم المضمون، وظيفة المركبات اللغوية والنصية وغير ذلك.
- نتائج الامتحان: قراءة في المعطيات
من أبرز نتائج الامتحان ما يلي:
- أظهرت النتائج أن دولة إسرائيل في المكان ال30 من أصل 43 دولة بعلامة 510، وهو مؤشر نزول حاد بعشرين علامة أقل مما كانت عليه في العام 2016. وإسرائيل هي من ضمن 66% من الدول المشاركة التي شهدت تراجعًا في التحصيل (انظر الرسم البياني أدناه- من موقع "راما"):
- النتائج تشير إلى أن لدى التلاميذ اليهود انخفاضًا حادًّا (28 علامة) في العلامات، بينما التلاميذ العرب لديهم انخفاض طفيف (7 علامات) عن علامة الدورة الماضية في العام 2016 وهو تحصيل أدنى ب75 نقطة من نتائج التلاميذ اليهود (انظر الرسم البياني التالي- من موقع "راما"):
- 57% من التلاميذ العرب مستصعبون في مهارات القراءة مقابل 24% عند التلاميذ اليهود.
- ارتفاع بنسبة التلاميذ العرب المستصعبين، وانخفاض بنسبة التلاميذ ذوي القدرات العالية.
- مستوى التلاميذ العرب ما زال في دالة تنازلية في التحصيل منذ عام 2011 (انظر الرسم البياني أدناه- من موقع "راما"). وبنظرة إلى العام 2001، السنة التي انطلق فيها امتحان بيرلز لأول مرة، فإن النتائج تقول إننا عدنا كما كان الحال في العام 2001.
- تشير النتائج إلى أن جائحة الكورونا كان لها أثر في تراجع المستوى التحصيلي لدى التلاميذ اليهود، بينما لم تؤثر على مستوى التلاميذ العرب. ويعزو البحث الذي قامت به السلطة القطرية للقياس والتقييم في التربية (راما)، إلى أن السبب في ذلك، أن الامتحان في العام 2022 مرّ بشكل محوسب على عكس السنوات السابقة. والتلاميذ من الطبقات الاجتماعية- الاقتصادية المنخفضة (معظمهم من التلاميذ العرب) غير المعتادين على البيئات المحوسبة، كان الامتحان بالنسبة لهم تجربة إيجابية أفضل بكثير مما لو كان كتابيًّا من خلال ورقة وقلم، وهذا الأمر رفع من الدافعية والإقبال على الحل، وبالتالي يمكن أن يفسّر ذلك الارتفاع بنسبة حل عدد أكبر من أقسام الامتحان، وأدى بالتالي إلى تقييم قدرات التلاميذ بصورة أدق.
- توصيات ومخطّطات لمجمع اللغة العربية
- سيقوم مجمع اللغة العربية بالتوجه لوزارة التربية، بما في ذلك سلطة التقييم (راما) للمطالبة بأن يكون المجمع جهة مسؤولة وفاعلة في جميع اللجان المشرفة على إعداد الامتحانات الدولية والقطرية على حد سواء. فقانون تأسيس المجمع يخوّله هذا الحق بأن يكون راعيًا لقضايا اللغة العربية في البلاد، ومن جهة أخرى، فإن المجمع يضمّ خيرة الباحثين والمتخصّصين في مجال التدريس والقراءة.
- ضرورة وجود المجمع في لجان التوجيه التي تعمل على تحديث مناهج تدريس اللغة العربيّة لكافّة المراحل.
- يرى المجمع، أن نسبة 57% من التلاميذ العرب ذوي صعوبات في القراءة، هي مؤشّر خطير جدًا، يستدعي بذل جهود وطاقات وصبّها في مشاريع تسعى إلى تعزيز القراءة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
- في مجال دعم الأبحاث، سيقوم المجمع بالمبادرة للتعاون مع وزارة التربية ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، للعمل على أبحاث ميدانية ترصد ظاهرة تحدّيات القراءة والتنوّر اللغويّ في المجتمع والمدارس العربيّة.
- في مجال الميدان، يسعى المجمع إلى سلسلة من النشاطات والمشاريع التي تسعى لتعزيز مكانة اللغة العربية، بصفتها المركّب الأول للهوية، وأن النظر إليها بعين الكمال يعني القناعة باستخدامها، ومن يتقن لغته لن يكون لديه أي عائق للدخول إلى عالم المعارف الأخرى.
- الاعتراف الرسمي بشرعيّة احتياجات تطوير تعليم اللغة العربية وثقافة الأقليّة الأصلانيّة وهويّتها ودعمها ضمن إطار التعليم.
- تغيير جذريّ وشامل في مناهج وطرق التدريس والتعلُّم في المدارس العربية بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص.