اليوم الدراسي بمناسبة مرور عامين على تأسيس المجمع
عقد مجمع اللغة العربية في تاريخ 24.05.2010 يومًا دراسيًا بمناسبة مرور السنة الثانية على تأسيسه، في قاعة فندق جولدن كراون- الناصرة بحضور لفيف من الأدباء، المثقفين والمهتمين في شؤون اللغة العربية.
افتُتح البرنامج بكلمة رئيس مجمع اللغة العربية- بروفسور محمود غنايم، تحت عنوان في منطقة الخطر، التي ابتدأها بقوله "إن المجمع يقدّم نفسه للجمهور من خلال أعماله لا كلماته"، ثم قام بإيجاز إنجازات المجمع للعام الثاني في مجالات النشر، المشاريع والأبحاث وغيرها. كما وجّه كلمات الشكر لأعضاء المجمع وموظفيه، مؤكدًا في ختام كلمته على استمرارية عمل المجمع، رغم كونه عملاً في منطقة الخطر.
ثم تلت كلمة رئيس المجمع جلستان نوقشت فيهما إصدارات المجمع للسنة الحالية.
*الجلسة الأولى كانت بعنوان "اللغة العربية وتحديات العصر". وهي عبارة عن مداخلات حول كتاب بروفسور سليمان جبران: على هامش التجديد والتقييد في اللغة العربية المعاصرة الذي أصدره المجمع.
ترأّست الجلسة عضوة المجمع، الدكتورة كوثر جابر، التي قامت بالتقديم للمؤلِف والكتاب، معتبرةً إيّاه من الإصدارات المحليّة الشجاعة التي تتناول اللغة العربية في نظرة تجديدية معاصرة، وتقصد بهذه النظرة ما صاغه جبران في كتابه "إن اللغة العربية لا هي عاجزة ولا معجزة"؛ فهي ليست عاجزةً لأنها ككل لغة مرآة أصحابها، وليست معجزة لابتعادها عن القداسة والثبات.
ثم قدّم بروفسور ساسون سوميخ -عضو المجمع- مداخلته حول الكتاب، التي عبّر فيها عن العلاقة الاجتماعية والعملية التي جمعته مع المؤلف، فتحدّث عن جبران الإنسان وجبران الناقد، وعبّر عن مشواره الذي كلّله بتأليف كتابه هذا. وخلال مداخلته تطرّق لأسلوب الكاتب ومفاهيمه الأدبية كباحث أدبي، ومنها أن الأدب ليس مادة للتعليم والفكر والتحليل في الأساس؛ مفاهيمه هذه هي التي جعلته في قمة الدارسين في اللغة والأدب.
تلاه د. شلومو ألون –عضو المجمع- الذي تحدّث هو الآخر عن سنوات دراسته مع الكاتب والمواقف التي جمعتهما معًا. ثمّ تطرّق إلى دراسة الباحثين لموضوع مواكبة اللغة العربية لروح العصر، الذي وسمها بالتعميمية، بينما ابتعد جبران في كتابه عن هذه التعميمات مما جعله يتميز بروح علمية وابتعادٍ عن الأحكام المسبقة.
كانت المداخلة الختامية من نصيب الكاتب، الذي ارتأى أن يترك تفصيل الكتاب إلى الفترة المخصّصة للأسئلة. لذا بدأ بمّا سماه "عتبات النص"، فهو يرى أن الكتاب في الدرجة الأولى وليد حب، وكما نشأ هو في بيت متواضع اقتصاديًا غنيٍ في تقديس الكلمة والأدب، هكذا جاء كتابه متواضعًا غنيًا. وكما عُهد بطرافته السابقة، فقد نصح الحضور بألا يستمعوا لكل ما قاله رفيقا دربه، فشهادة الصديق قد تكون مغرضة أحيانًا....
*الجلسة الثانية شملت محاضرتين حول كتابين أصدرهما المجمع. ترأسّ الجلسة د. محمود أبو فنة –عضو المجمع- الذي قدّم للباحثين ومؤلفيهما.
ألقت بعد ذلك د. رقية زيدان –عضوة المجمع- محاضرةً بمناسبة صدور كتابها أثر الفكر اليساري في الشعر الفلسطيني. تحدّثت فيها عن أبرز ما يميّز شعر ثلاثة من رموز الشعر اليساري الفلسطيني: محمود درويش، سميح القاسم وتوفيق زياد. هؤلاء الشعراء الذين نلمس الثورة في شعرهم على أثر ملامح الحرب والاحتلال التي عايشوها؛ ولذلك ضجّ شعرهم بتعابير دمويّة كالثورة، النار، البركان. كما نجدهم قد ساندوا كل من ثار من أجل عدالة الإنسان؛ وناصروا الطبقة العاملة وعاملوا المرأة بصوفيّة. وفي كل هذا حاولوا تسيير الأسطورة الفلسطينية وغير الفلسطينية، مما جعلهم في بؤرة الفكر اليساري، فالشعر الفلسطيني كما قال عز الدين إسماعيل هو شعر عالميّ.
ثمّ ألقى د. سيف الدين أبو صالح محاضرته حول كتابه الحركة الأدبية العربية في إسرائيل، منوّهًا إلى أن أصل الكتاب رسالة قدمها لنيل درجة الدكتوراة، وقام باستعراض أقسام وفصول الكتاب الثمانية. جعل الفصل الأول مثلاً مسردًا تاريخيًا لكل ما طرأ على عرب إسرائيل من تغيّرات أدت إلى كتابة أدب وإنتاج صحافة، خاصة صحيفة الاتحاد. وانتقل في الفصل الثاني لاستعراض الأدب الذي نُشر في جريدة الاتحاد؛ وفي الفصول التالية تحدّث عن الشعر، القصة القصيرة، والأعمال المترجمة من الآداب الروسية والاشتراكية. في فصله السابع استعرض الأشياء المستحدثة من حوارات وأدب للأطفال؛ واعتنى في فصله الأخير بعلاقة الأدب الذي كتب في الصحيفة بالعالم ككل.
وفي ختام الجلستين، فُتح الباب للنقاش والأسئلة، وقام المشتركون بالجلستين بالإجابة عن هذه الأسئلة. كمّا وُزّع العدد الأول من المجلة على الحضور.
روابط ذات صلة:
عرض لإنجازات وتطلّعات المجمع